زوجها شخص طيب ومحترم ولكن أصبحت محتارة بعد عقد القران بسبب ملاحظات عليه ، وتسأل هل أستمر في الزواج أم أطلب الطلاق ؟

225775: محتارة بعد عقد القران ، هل أستمر في الزواج أم أطلب الطلاق ؟


السؤال:
سؤالي بالتفصيل بأنه تقدم لخطبتي شاب طيب وعلى خلق ويحافظ على الصلاة وواجبات الدين ، وحدثت الرؤية الشرعية ، واستخرت الله عز وجل ، وتمت الخطبة وعقد القران ، لكي يتسنى لنا التعارف بشكل جيد ، ولكن هناك بعض الأمور التي باتت تحيرني وتجعلني أفكر جديا بالانفصال : أنه قد يسمع الأغاني ويشاهد الأفلام ، وقد يتحدث مع الفتيات في إطار العمل ، وأنا والحمد لله ملتزمة بحجابي وشرائع ديني ، وأحافظ على الفروض والسنن وأجاهد نفسي دائما أن أسير على الصراط المستقيم ، وكنت أتمنى أن أرزق بزوج يعينني على الخير ويدفعني للجنة ، لكنني أشعر أن خطيبي لا يذكرني بالله أو بالآخرة ، بل يحتاج أن أذكره وأحثه دوما على ما يجب عليه فعله ، وما يجب عليه اجتنابه ، وهذا الشيء يقلقني ، لأنني أشعر بأني لو تكاسلت عن بعض أمور ديني ، فلن يقويني هو أو يدفعني لطاعة الله عز وجل . أيضا مشكلة أخرى باتت تؤرقني ، وهو أنه قصير ، وهو طولي تماما ، ومنذ فتره بدأت أشعر أنه غير جميل ، وأستشعر الحرج من طوله ومن شكله ، بالرغم من مميزاته الأخرى ، إنه طيب ومحترم وخلوق ، ولكن أخاف أن أتغاضى عن هذه الصفة الآن ، وبعد أن أتزوج لا أستطيع أن أتغاضى عنها وخصوصا أن كل من حولي يقول لي : بأني أخطأت الاختيار ، وأني أستحق الأفضل ، حتى إخوتي ووالدي ، حتى بت أتمنى أنه لم يتقدم لي ، ولم أخطب ، حتى أرتاح من ذلك الصراع الداخلي بيني وبين نفسي وكل من حولي . أيضا اتضح لي به صفة البخل ! كل الذي يؤرقني ويخوفني من الانفصال ، هو أن أكون ظلمته ، لأنه لم يخطئ بحقي ، ويقصر تقصيرا بالغا وأخاف أن يردها الله لي فيمن سيأتي بعده ، لو طلبت الطلاق من خطيبي الحالي ، مع العلم بأني أصلي الاستخارة بشكل شبه يومي منذ أن عقدت قراني ، فأنا في أشد الحيرة .

انصحوني بارك الله فيكم .

نشر بتاريخ: 2015-04-12

الجواب :
الحمد لله 
شكر الله لك هذا الحرص الكبير على الالتزام بشرع الله ، والمحافظة عليه ، ثم إننا نوصيك ، يا أمة الله ، بأمور :
أولاً :
ذكرت في رسالتك أن زوجك شخص طيب ومحترم ومحافظ على الصلاة وواجبات الدين وفيه من الصفات الحسنة ما جعلك تقبلين به زوجاً في بداية الأمر حتى تم عقد القران ، وهذه نعمة من الله عليك ، ففي هذا الزمن قد قلَّ المتمسكون بدينهم ، حتى إنه ليصعب على المرأة أن تجد الزوج المتدين الذي كانت ترجوه ، فاحمدي الله على هذه النعمة .

ثانياً :
ما دام أن عقد القران قد تم فإن هذا الرجل يكون زوجك شرعاً ، ولا يجوز للمرأة طلب الطلاق من غير حاجة إليه ؛ لما روى أبو داود (2226) ، والترمذي (1187) ، وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني ، ولم نر فيما ذكرتيه سببا مقنعا لطلب الطلاق . 

ثالثاً :
كل رجل (بل كل إنسان) مهما بلغت محاسنه لابد أن يكون فيه نقص ما ، فالكمال عزيز ، فلا تظني أختنا الكريمة أنكِ ستجدين رجلا كاملا يمتلك كل الصفات التي تحلم بها الفتاة .
فلابد من الموازنة بين الحسنات والسيئات ، وتَحَمُّل بعض السيئات مع السعي في إصلاحها .
والمرأة الملتزمة بشرع الله وطاعته لها تأثير كبير على زوجها ، فأنت بإذن الله قادرة على سد النقص والخلل الديني الذي في زوجك ، فالمعاصي التي ذكرتيها ينبغي أن تنصحي زوجك بتركها والتوبة منها ، وأنه لا يحسن به – وهو على وشك أن يكون مسئولا عن أسرة – أن يفعل مثل هذه المعاصي ، التي قد يعاقب عليها الإنسان بالمعيشة الضيقة وبحرمان التوفيق فيما يريد أن يفعله .

وأما ما ذكرتيه من أنه بخيل فقد يكون هذا مجرد ظن منك ، بناء على موقف معين ، لا يصح أن يُحكم على الشخص بحكم عام من خلاله ، وأنت لم تعاشريه حتى يكون الحكم عليه دقيقاً ، فقد يتبين لك فيما بعد أنه ليس كذلك .

وأما كونه في طولك فهذا ليس عيباً يجعلك تطلبين لأجله الطلاق فالأمر بإذن الله سهل ويسير ، وأظن أن ما تجدينه في نفسك ما هو إلا وسواس من الشيطان وتأثر بالكلام الذي تسمعينه ممن هم حولك .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (137780) ، ورقم : (131271) ، ورقم : (220252) .

فاستعيذي بالله من الشيطان ، وأبعدي عنك تلك الوساوس ، وأكثري من الدعاء بأن يشرح الله صدرك ، ويحبب إليك زوجك ، ويسعدك في حياتك .

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل تعطي زكاة مالها لأخيها الذي يعيش تحت نفقة أبيها ؟

243154: هل تعطي زكاة مالها لأخيها الذي يعيش تحت نفقة أبيها ؟


السؤال:
أخي متزوج منذ عام تقريبا ، وينتظر مولودا قريبا ، فهل يجوز أن أعطيه زكاة مالي لمساعدته على تكاليف المولود ، علما أنه يعمل ، ولكن مدخوله محدود بالكاد يكفيه هو وزوجته ، وهما يسكنان عند أبي ؛ حيث يوفر لهما المسكن و المطعم ، وأعلم مسبقا أن والدي سيتكفل بجميع لوازم المولود ، ولكني أريد أن أخفف على والدي الحمل. فهل يجوز أن أعطي لأخي زكاة مالي ومال زوجي بالعلم أن زوجي موافق ؟

نشر بتاريخ: 2016-02-16

الجواب :
الحمد لله
عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى
: " فأفاد بأنه ما دام مكفيا بنفقة والده عليه فهو غني بذلك ، فلا يجوز إعطاؤه من الزكاة .
أما إذا عجز والده عن النفقة ، أو امتنع من ذلك ، أو كان ما يدفعه له لا يكفي حاجته : فعندئذ يجوز دفع الزكاة إليه " .
والله أعلم .

محمد صالح المنجد

آراؤها في العمل ، والعلاقات الاجتماعية : لا تعجب خطيبها ؟!

225054: آراؤها في العمل ، والعلاقات الاجتماعية : لا تعجب خطيبها ؟!


السؤال:
أنا فتاة مسلمة أرغب في أن أصل لمراتب عليا في وظيفتي ، وأن أستمتع بوقتي مع صديقاتي ضمن الضوابط الشرعية ، ولكن ذلك لا يعجب خطيبي حيث يرى أنه لا ينبغي أن يكون لدى الفتاة مثل هذا الفكر ، فما الخطأ في نظرتي للحياة ؟ وهل لا ينبغي أن تكون لي آراء وشخصية منفردة ؟

نشر بتاريخ: 2015-02-09

الجواب:
الحمد لله
أولا :
الإسلام يحفظ للمرأة حقها ، ويعرف لها قدرها ، ويوصي بها الرجال خيرا ، سواء كانوا آباء أو أزواجا أو أولادا أو إخوانا ، ولا يضيع للمرأة حق في دين الله أبدا ، ولا نزل شرع يخصها فكان فيه هضم لحقها ، إنما نزلت الأحكام الشرعية في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لصونها وحفظها ورعاية حقها والنهي عن ظلمها .
وحيث إن المرأة أقل من الرجل في العقل والتدبير ، فإن الشرع نصب لها وليا ؛ رعايةً لحقها ، وصيانةً لها ، ودفعا للأذى الذي قد يصيبها من سوء تدبيرها ، ومن عرف قدر نفسه وأنزلها منزلتها أحسن التدبير ، واتقى العنت والمشقة .
تنظر إجابة السؤال رقم : (40405) ، والسؤال رقم : (70042) .
ثانيا :
لا يقف الإسلام عقبة أمام كل طموحات المرأة وآمالها ، ولا يمنعها من الاستمتاع المباح ، وأن تدلي بآرائها ، وأن يكون لها خطة لمستقبلها ، وأن تختار من الرغبات المباحة والمتاحة ما تشاء ، ولكن يجعل لها في ذلك كله الضوابط التي تقيده ، فإن المرأة ضعيفة ، والبلاء بها شديد .
والأصل في المرأة قرارها في بيتها ، وألا تخرج منه إلا لحاجة ، والخروج للعمل تكتنفه الكثير من المشاكل والمخالفات الشرعية ، وهو سبيل الفتنة والبلاء ، إلا أن يكون عملا مشروعا ، تحصل به المصلحة ، ولا يحصل به البلاء من الاختلاط بالرجال ومحادثتهم وكثرة التعامل معهم .
كأن تعمل المرأة مشرفة على مركز إسلامي نسائي ، تشرف على تعليم النساء العلم والقرآن .
أما أن تعمل المرأة موظفة ، وتختلط بالرجال ، وتسعى مع ذلك للترقي في سلكها الوظيفي ، وتجتهد في العمل لتحصل على العلاوات والبدلات ، كما هو الحال بالنسبة للرجل : فمثل هذا لا يناسبها ، ولا يجمل بالمسلمة أن تتعلق به رغباتها ، إلا أن تدفعها الحاجة إلى شيء من ذلك ، فتقدرها بقدرها ، وتتقلل ما استطاعت من مخالطة الرجال ، والمعاملة معهم ، وتبحث عن أنسب مكان تعمل فيه المرأة المسلمة ، فتختاره ، وتقدم الأمثل فالأمثل ، وهكذا تكون في شأنها كله.

وكذلك الحال بالنسبة لأوقات الترفيه : يجب أن تحدد وتضبط وتقيد ، وتختار لها صاحبات من ذوات العقل والدين .
ولا شك أن انفتاح المرأة على كل شيء ، مؤثر بالسلب على دينها وخلقها ، فلا بد من الحد من ذلك وتقييده وضبطه .
ورفض خطيبك لهذا الفكر المنفتح المتحرر نوعا ما في محله ، إذا كان مراده من ذلك أن يحدَّد للمرأة في شخصيتها وأفكارها ما يناسبها ، دون انفتاح على الحياة بصورة مقلقة ، أو رغبات منفلتة .

وعلى كل حال ، فأن تصرف المرأة رغباتها وطموحاتها في بيتها ، وبين زوجها وأولادها ، وأن تجعل حياتها في ذلك كله : أكرم لها وأولى بها من الخروج والعمل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا صَلَّتْ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا ، وَصَامَتْ شَهْرَهَا ، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا ، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ، قِيلَ لَهَا : ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ ) رواه الإمام أحمد (1664) ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (660) .

والله أعلم .

موقع الإسلام سؤال وجواب
أرسل سؤالك