مصابة بالمس ويتكلم الجني على لسانها ويرفض الخروج منها

91901: مصابة بالمس ويتكلم الجني على لسانها ويرفض الخروج منها


بنت خالتي متلبسة بجني يتكلم على لسانها بصوت رجل ويقول إنه لن يخرج لأنه يحبها ، وذهبنا بها للرقية كثيراً ، وكل مرة يتكلم ويقول إنه لن يخرج . فماذا تفعل ؟
نشر بتاريخ: 2007-02-23

الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن يذهب عن ابن خالتك ما تجد ، وأن يعافيها ، ويصرف عنها ذلك الجني ، إنه سميع مجيب .
ثانيا :
علاج هذه الحالة وغيرها يكون بالرقية الشرعية ، من قبل المريض نفسه ، أو من يعالجه ، وهي نافعة بإذن الله تعالى ، لكن قد تحتاج إلى تكرار ، وأمور مساعدة ، ونحن نذكر لك أهم هذه الأمور :
1- مواظبة المريض على أذكار الصباح والمساء والنوم ، والأكل والشرب ، ودخول البيت والخروج منه ، والإكثار من الذكر بصفة عامة ، وأعظم الذكر قراءة القرآن ، وآكد ما يقرأ منه المعوذات والفاتحة وسورة البقرة وآية الكرسي . وكلما واظب المريض على الذكر ، ضعف أثر الشيطان عليه ، وأمكن إخراجه بالرقية .
2- أن تكون الرقية على يد صالح متمسك بالسنة ، بعيد عن البدع ، والشعوذة والسحر .
3- أن يكثر المريض من اللجوء إلى الله تعالى وسؤاله ، فإنه سبحانه يجيب دعوة المضطر ، ويكشف السوء ، كما قال : ( أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62 .
لا سيما إذا كان الدعاء في أوقات الإجابة ، كما بين الأذان والإقامة ، وفي السحر ، وفي الساعة الأخيرة بعد عصر يوم الجمعة ، وعند فطر الصائم ، وفي السفر .
4- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها .
5- التوبة إلى الله تعالى من الذنوب والمعاصي التي هي سبب تسلط الشيطان على الإنسان .
6- تطهير البيت من المواد التي يحبها الشيطان ، كالصور ، والكلاب ، والغناء والموسيقى .
وتخيل هذا الشيطان الذي ضُيق عليه ، فلا طعام ولا شراب ، ولا متعة ، قد حُرم ذلك بالتسمية على الطعام والشراب ، وبإخراج ما يحب من البيت ، هل يحرص على البقاء ؟
ولمعرفة الرقية الشرعية وآدابها ، انظر السؤال رقم (12918) (11290) (3476) (11026) (21581) والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
https://islamqa.info/ar/91901
أضف تعليقا

ما هي علامات السحرة والعرافين والكهان وكيف نميزهم ؟

21124: ما هي علامات السحرة والعرافين والكهان وكيف نميزهم ؟


كيف يمكن معرفة السحرة والدجالين , والذين يعالجون بالقرآن هل يجوز أن يستعينوا بالجن المسلم, وإذا من الممكن إرسال لي بعض الأدعية المؤكدة عن الرسول الكريم لمن أصابته فاقة أو تعسرت علية معيشته , وهل يمكن أن تخبروني عن سحر الفقر وكيف يمكن اجتنابه والتخلص منه ؟.
نشر بتاريخ: 2001-05-28

الحمد لله
الساحر والدجال يعرف بعدّة أمور ، من أهمها :  دعوى معرفة الغيب ، ولو لم يصرح بذلك ، ولكنك تجده يخبر بأمور من الغيب قد تكون جميعها كذب ودجل وقد يصدق في بعضها ويكذب في أكثرها ، ولكن يروج ذلك الكذب بسبب القليل من الصدق . وكذلك عدم الاستقامة ، فلا تجدهما حريصين على الطاعة ، فهم ينكشفون خاصة في الكذب ، والأمور التي تتعلق بالنساء ، إذ كثيرا ما يفتضحون بارتكابهم المحرمات مع النساء كالخلوة ، ولمس المرأة بحجة العلاج .
الشيخ سعد الحميد .
ومن علامات العرافين والسحرة والكهان أنهم يسألون عن اسم أم الشخص المتقدم إليهم ، ويكثر لديهم استعمال البخور والمواد الغريبة ، وقد يكتبون القرآن بالنجاسات ودم الحائض ، ويطلبون من الشخص الذبح لغير الله ، ويستعملون الخواتم الكبار ، وقد لا يغتسلون من جنابة ويتمتمون بالكلمات الغريبة الخفية ، ويستعملون الرموز والطلاسم ، وقد يتظاهرون بقراءة القرآن في أول الأمر مخادعة للشخص الذي يأتيهم ، نسأل الله أن يقينا كيدهم فهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .
الإٌسلام سؤال وجواب
أضف تعليقا

كيف يتخلص من السحر ، وهل ماء زمزم يستخدم في علاج السحر ؟ وشروط الرقية الصحيحة .

13792: كيف يتخلص من السحر ، وهل ماء زمزم يستخدم في علاج السحر ؟ وشروط الرقية الصحيحة .


أعيش في الغرب، لكن كوني أتيت من شبه القارة الهندية، فإنه يصعب علي الوصول إلى أشخاص من أهل العلم ممن يمكنهم المساعدة في شفاء من يصاب بتأثيرات السحر. فهل على المرء أن يحاول التعرف ما إذا كان قد عُمل له/لها عمل بسبب الغيرة أو الكراهية أو غير ذلك؟ وما هي الأشياء التي يمكن عملها للتخلص من تأثيرات السحر؟
 قرأت حديثا ورد فيه أن ماء زمزم هو لما شرب له، وأنه شفاء من جميع الأمراض . فهل في النصين ما يدل على أن استخدام زمزم يشفي من السحر؟
وهل يمكن استخدام أي نوع من أنواع الرقية ؟ إذا كان الجواب بنعم، فكيف يمكن للمرء أن يباشر ذلك ؟ العوام في الثقافة التي جئت منها عادة ما يذهبون إلى أناس يقال لهم "بيرز" أو أناس يظن فيهم أنهم أتقياء ومتدينون كي يأخذوا منهم تمائم توضع حول الأعناق لتخلصهم من تأثيرات السحر، فهل يعد هذا نوع من الشرك؟ لقد قرأت كثيرا أن أمثال هؤلاء هم من الصوفية، فهل يجوز الذهاب إلى أمثالهم؟.
نشر بتاريخ: 2001-11-13
الحمد لله
جزاك الله خيرا على حرصك على سلامة عقيدتك ، وسعيك للوصول إلى الحق بدليله ونسأل الله أن يثبتنا على السنة حتى نلقاه .
ـ ثم اعلم وفقك الله أن المسلم ينبغي عليه أن يبتعد عن الوساوس والأوهام فإنها سبب لضيق الصدر ، ونكد العيش ، فلا يصح أن يعزو الإنسان كل شيء يصيبه إلى السحر أو العين ، أما إذا لحظ الإنسان تغيرا ليس طبيعيا أو أمرا غير معتاد ، وشك في كونه سحرا أو عينا ، وأراد أن يتأكد من ذلك ، أو تحقق منه وأراد العلاج ، فإن الطريق الشرعي  : هو الرقية الشرعية المعتمِدة على الكتاب والسنة والأدعية الصحيحة المفهومة سواء رقى المرء نفسه وهذا الأحسن ، أو ذهب إلى من يرقيه بشرط أن يكون الراقي من أهل الصلاح والاستقامة واتباع السنة ـ هذا هو الطريق الصحيح لعلاج العين والسحرـ  مع ملازمة دعاء لله ، وطلب الشفاء والعافية منه سبحانه فهو الذي قدر البلاء ، وهو الذي بيده أن يرفعه .
ـ وأما بالنسبة لماء زمزم فإنه ماء مبارك وقد ورد في فضله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم  (2473) : " ..إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ .. " . وفي رواية أبي داود الطيالسي بإسناد صحيح : " إنها طعام طعم وشفاء سقم " .
وفي حديث آخر حسنه جماعة من العلماء منهم الإمام ابن عيينة و الألباني وابن القيم وغيرهم بكثرة طرقه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ماء زمزم لما شرب له " . أخرجه أحمد ( 3 / 357 ، 372 ) وراجع أقوال العلماء فيه في الإرواء ( 4 / 320 ، وما بعدها )
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله : " وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة  ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ، وشاهدتُ من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف شهر أو أكثر ولا يجد جوعا . " زاد المعاد (3 / 129 ) .
فهي لاشك سبب عظيم  من أسباب الشفاء من السحر وغيره من الأمراض بإذن الله ، إذا شربها الشخص مصدقا بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأراد الله له  الشفاء بها  ، فإن الله قد يعطل بعض الأسباب عن مسبباتها  لحكمة ، كما لو شرب المريض الدواء المجرّب فلم يبرأ ، فليس ذلك عيباّ في الدواء ، وإنما هو قدر الله الذي لم يكتب النفع في هذا الدواء، لحكمة يعلمها سبحانه .
ـ وأما ما يتعلق بأنواع الرقية ،فقد ذكر العلماء أن الرقية حتى تكون صحيحة مقبولة شرعا لابد لها من ثلاثة شروط إجمالا :
الأول : أن لا يعتقد الراقي أو المرقي أن الرقية تنفع بنفسها، فهذا شرك بالله ؛ بل يعتقد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله .
الثاني : أن لاتكون الرقية مشتملة على مخالفة شرعية كدعاء غير الله أو الاستغاثة بالجن والشياطين ، وما أشبه ذلك ، فتكون شركا والعياذ بالله .
الثالث : أن تكون مفهومة معلومة فإن كانت مشتملة على طلاسم وشعوذة ، فإنها لاتجوز .( انظر القول المفيد للشيخ ابن عثيمين 1 / 184 ) .
فإذا سلمت الرقية من هذه المخالفات صحت بأي شكل كانت ، فلو قرأ على المريض مع النفث أو بدون نفث ، أو قرأ على ماء وشربه المريض ، أو زيت وادّهن به المريض ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا جائز وهو نافع بإذن الله وفضله .
ـ وأما الناس الذين ذكرتهم باسم  "بيرز" فلا يُدرى من هم ولا ما حقيقتهم وحيث أن البركة من الله يجعلها فيمن يشاء من خلقه فلا يجوز إتباعها لأشخاص بمجرد الإدعاء ، وكثيراً ما أدى مثل هذا إلى الغلو الموقع في الشرك .
والمقياس الذي يتم اختيار الراقي بناء عليه ؛ هو اتباعه للسنة وبعده عن البدعة ، وأن يكون واضحا في كلامه وتصرفاته وطلباته فلا يطلب أشياء غريبة ولا يتمتم بعبارات غير مفهومة أو يستعمل البخور أو يسأل عن اسم الأم أو قطعة من الملابس أو يداوي بالمحرمات كالدم وغير ذلك من أفعال المشعوذين وما قد يثير الريبة حوله .
ـ وأما بالنسبة للتمائم فعليك مراجعة سؤال رقم ( 10543 ) من هذا الموقع .
ـ وأما بالنسبة للصوفية الذين يستخدمون أساليب الشعوذة وما شابه ذلك فلا يجوز الذهاب إليهم بحال من الأحوال . وللاستزادة عن الصوفية راجع سؤال رقم (4983 ) من هذا الموقع .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
أضف تعليقا

The difference between mu‘jizah, karaamah (two types of miracles) and witchcraft

124838: The difference between mu‘jizah, karaamah (two types of miracles) and witchcraft


What is mu‘jizah, and what is the difference between it and karaamah on the one hand, and between it and witchcraft on the other?.
Published Date: 2012-05-09
Praise be to Allaah.
Firstly: 
The mu‘jizah (miracle) is the extraordinary sign with which Allah supports His Prophets and Messengers, and challenges people. The karaamah is something extraordinary that Allah causes to happen at the hand of one of His close friends. There are many differences between the mu‘jizah and the karaamah, including the following: 
1.     The mu‘jizah is meant to be done openly and be seen and known by many people, and the one for whom it is done (the Prophet) is enjoined to show it openly, whereas the karaamah is based on concealment and the one for whom it is done (the wali or close friend of Allah) is enjoined to conceal it.
2.     The mu‘jizah may be accompanied by a challenge and claim of Prophethood, whereas the karaamah is not accompanied by any challenge or any claim of virtue or high status before Allah.
3.      The fruits of the mu‘jizah bring benefits to others, whereas the karaamah usually only benefits the one to whom it is given.
4.     The mu‘jizah may be any extraordinary event; the karaamah can only be of a few types.
5.     The mu‘jizah is only for the Prophets, whereas the karaamah is for the close friends of Allah.
6.     The Prophets use their miracles (mu‘jizah) to establish proof against the mushrikeen, because their hearts are hard; the close friends of Allah (awliya’) use the karaamah to establish proof for themselves so that they will have peace of mind and certainty of faith, and will not be worried or anxious. 
Quoted from a Master’s thesis entitled al-Wilaayah wa’l-Karaamah fi’l-‘Aqeedah al-Islamiyyah by Muhammad Khayr al-‘Umari. 
There are also a number of other differences between the mu‘jizah and witchcraft, including the following: 
1.     The mu‘jizah is something extraordinary, i.e., it occurs contrary to the laws of nature and comes from Allah, may He be exalted. As for witchcraft, it occurs according to laws that the practitioner of witchcraft may learn.
2.     The mu‘jizah results in nothing but good, whereas no good can come from witchcraft.
3.     The mu‘jizah cannot be cancelled out, whereas witchcraft can be cancelled out or undone. It is well known that witchcraft can only be done by seeking the help of the devils and drawing close to them. 
End quote from Dr. Ahmad al-‘Awaayishah, Muhaadaraat bi’th-Thaqaafah al-Islamiyyah, p. 174 
4.     The mu‘jizah occurs at the hand of the Prophet, who is the best of people in knowledge, deeds and attitude, whereas witchcraft occurs at the hands of the practitioner of witchcraft, who is the worst of people in knowledge, deeds and attitude – people are put off by him and those who keep company with him.
5.     There is no cause for the mu‘jizah, hence no one other than the Prophet can do anything like it. As for witchcraft, it has causes that are well-known, which are incantations that are spoken or written, and he makes use of the jinn in doing it. Anyone who learns that and does it will get what he wants from witchcraft. In the case of the mu‘jizah, it cannot be obtained by learning and experience. 
See: al-Furooq by al-Quraafi, 8/116 
There follow some of the comments of the scholars on the differences between mu‘jizah, karaamah and witchcraft. 
Al-‘Allaamah as-Sa‘di (may Allah have mercy on him) said: 
The difference between the mu‘jizah and karaamah, and devilish extraordinary things that happen at the hands of magicians and charlatans is as follows: 
The mu‘jizah is that which Allah causes to happen at the hands of the Messengers and Prophets of extraordinary events with which they challenge the people, so that they will believe in the message with which Allah sent them and by means of which He supported them, such as the splitting of the moon and the sending down of the Qur’aan, which is the greatest mu‘jizah ever bestowed upon a Messenger, as well as the grieving of the palm tree stump (which the Prophet (blessings and peace of Allah be upon him) used as a minbar until a minbar was built for him), the springing up of water from between his fingers, and many other miracles. 
The karaamah is an extraordinary event that Allah causes to occur at the hands of His believing close friends (awliya’), such as knowledge, power, and so on, and such as the shade that used to come upon Usayd ibn al-Hudayr when he recited Qur’aan, and the shining of light for ‘Abbaas ibn Bishr and Usayd ibn Hudayr when they left the Prophet (blessings and peace of Allah be upon him), and when they separated there was light for each of them at the end of his whip. 
In order for it to be regarded as a karaamah, it is stipulated that the one at whose hand this miracle occurs should be adhering strictly to Islam and following sharee‘ah. If that is not the case, then these extraordinary things happen are the result of devilish work. Moreover, it should be noted that the fact that karaamah does not happen for some Muslims does not mean that they are lacking in faith, because karaamah only happens for certain reasons, such as the following: 
-         To strengthen the person’s faith and make him steadfast. Hence many of the Sahaabah did not see any karaamah, because of the strength and absolute certainty of their faith.
-         To establish proof against the enemy, as happened to Khaalid when he ate poison. He was besieging a fortress and they refused to yield until he ate the poison, so he ate it and then he conquered the fortress. A similar thing happened to Abu Idrees al-Khawlaani when he was met by al-Aswad al-‘Ansi in the fire and Allah saved him from that, because he needed that karaamah. We see something similar in the story of Umm Ayman when she set out to migrate to Madinah (Hijrah) and became extremely thirsty. She heard a sound above her and lifted her head, and she saw a bucket of water; she drank from it then it was taken away again. 
The karaamah may be a test or trial; some people may be blessed by it and others may be doomed as a result. The one at whose hands it happens may be blessed if he gives thanks for it, or he may be doomed if he is filled with self-admiration and does not adhere to righteousness.
End quote from at-Tanbeehaat al-Lateefah fima Ahtawiyat ‘alayhi al-Waasitiyyah min al-Mabaahith al-Muneefah, p. 107 
Shaykh Ibn ‘Uthaymeen (may Allah have mercy on him) was asked: 
How can we differentiate between mu‘jizah, karaamah and kahaanah (sorcery)? 
He replied: 
The mu‘jizah is for the Prophets, the karaamah is for the close friends of Allah, the awliya’ of ar-Rahmaan, and kahaanah is for the close friends of the Shaytaan (awliya’ ash-shaytaan).  
Nowadays it is impossible for a mu‘jizah to occur, because the Messenger (blessings and peace of Allah be upon him) was the last of the Prophets. Karaamah happened at the time of the Messenger and may occur after his time, until the Day of Resurrection; it may occur at the hands of a righteous close friend of Allah (wali). If we know that the man at whose hand a karaamah occurred is a righteous man who fulfils his duties towards Allah and towards His slaves, then we know that it is indeed a karaamah. 
We should look at the man -- if this “miracle” comes from a kaahin (soothsayer) -- i.e., a man who is not righteous -- then we know that it comes from the devils; the devils sometimes help the sons of Adam to achieve what they want. 
End quote from Liqaa’aat al-Baab al-Maftooh (no. 84; question no. 8) 
And Allah knows best.
Create Comments

الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر

124838: الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر


السؤال : ما هي المعجزة ، وما الفرق بينها وبين الكرامة من جهة ، والسحر من جهة أخرى ؟
نشر بتاريخ: 2011-01-15

الجواب :
الحمد لله
أولاً :
المعجزة هي الآية الخارقة للعادة التي يؤيد الله بها أنبياءه ورسله ، ويتحدون بها الناس .
أما الكرامة فهي شيء خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد أحد أوليائه .
وهناك فروق كثيرة بين المعجزة والكرامة ، منها : 
1- أن المعجزة مبنية على الإظهار والاشتهار ، وأن صاحبها (وهو النبي) مأمور بإظهارها ، بينما الكرامة مبناها على الكتم والستر ، وصاحبها (وهو الولي) مأمور بكتمانها . 
2- المعجزة تكون مقرونة بالتحدي وبدعوى النبوة ، أما الكرامة فغير مقرونة بالتحدي ، ولا بدعوى فضيلة ولا منزلة عند الله .
3- ثمرة المعجزة تعود بالنفع والفائدة على الغير ، والكرامة في الغالـب خاصة بصاحبها .
4- المعجزة تكون بجميع خوارق العادات ، والكرامة تختص ببعضها .
5- المعجزات خاصة بالأنبياء ، والكرامات تكون للأولياء .
6- الأنبياء يحتجون بمعجزاتهم على المشركين لأن قلوبهم قاسية ، والأولياء يحتجون بالكرامة على نفوسهم حتى تطمئن وتوقن ولا تضطرب .
نقلا عن رسالة ماجستير بعنوان : " الولاية والكرامة في العقيدة الإسلامية " للباحث محمد خير العمري .
وهناك فروق أيضاً بين المعجزة والسحر ، منها :
1- المعجزة خارقة للعادة : أي أنها تأتي مخالفة لقوانين الكون ، فهي من الله تعالى ، وأما السحر فإنه يحدث بحسب قوانين يمكن تعلمها فهو من الساحر .
2- المعجزة لا ينتج عنها إلا الخير ، أما السحر فلا يصدر منه الخير .
3- المعجزة لا يمكن إبطالها ، أما السحر فإنه يمكن إبطاله ، ومعلوم أن السحر لا يتم إلا بالاستعانة بالشياطين والتقرب لها " انتهى من الدكتور أحمد العوايشة في " محاضرات في الثقافة الإسلامية " (ص/174) .
4- المعجزة تجري على يد النبي ، وهو خير الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والسحر يجري على يد الساحر، وهو شر الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والنفوس تنفر منه ومن صاحبه.
5- المعجزة ليس لها سبب ، ولهذا لا يستطيع غير النبي أن يأتي بمثلها ، أما السحر فله أسباب معروفة ، وهي الطلاسم التي تقال وتكتب ويستعان فيه بالجن ، فكل من تعلم ذلك وفعله حصل له ما يريد من السحر ، أما المعجزة فلا تستفاد بالتعلم والتجربة .
انظر : "الفروق للقرافي" (8/116) ترقيم الشاملة .
وهذه بعض أقوال أهل العلم في الفروق بين المعجزة والكرامة والسحر.
قال العلامة السعدي رحمه الله :
" الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين:
أن المعجزة هي ما يُجرِي الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدون بها العباد ، ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به ، ويؤيدهم بها سبحانه ؛ كانشقاق القمر ، ونزول القرآن ، فإن القرآن هو أعظم معجزة الرسول على الإطلاق ، وكحنين الجذع ، ونبوع الماء من بين أصابعه ، وغير ذلك من المعجزات الكثيرة .
وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات ، كالعلم ، والقدرة ، وغير ذلك ، كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن ، وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه .
وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده هذه الكرامة مستقيمًا على الإيمان ومتابعة الشريعة ، فإن كان خلاف ذلك فالجاري على يده من الخوارق يكون من الأحوال الشيطانية . ثم ليعلم أن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين لا يدل على نقص إيمانهم ؛ لأن الكرامة إنما تقع لأسباب :
منها : تقوية إيمان العبد وتثبيته ؛ ولهذا لم ير كثير من الصحابة شيئا من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم .
ومنها : إقامة الحجة على العدو كما حصل لخالد لما أكل السم ، وكان قد حاصر حصنا ، فامتنعوا عليه حتى يأكله ، فأكله ، وفتح الحصن ، ومثل ذلك ما جرى لأبي إدريس الخولاني لما ألقاه الأسود العنسي في النار ، فأنجاه الله من ذلك ؛ لحاجته إلى تلك الكرامة . وكقصة أم أيمن لما خرجت مهاجرة واشتد بها العطش سمعت حساً من فوقها ، فرفعت رأسها ، فإذا هي بدلو من ماء ، فشربت منها ثم رفعت .
وقد تكون الكرامة ابتلاء فيسعد بها قوم ويشقى بها آخرون ، وقد يسعد بها صاحبها إن شكر ، وقد يهلك إن أعجب ولم يستقم " انتهى من " التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة " (ص/107) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
كيف نفرق بين المعجزة والكرامة والكهانة ؟
فأجاب :
"المعجزة تكون للأنبياء ، والكرامة للأولياء ؛ أولياء الرحمن ، والكهانة لأولياء الشيطان ، والآن المعجزة لا يمكن أن تقع ؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام آخر الأنبياء ، ولا يمكن أن تقع . والكرامة موجودة من قبل الرسول ومن بعد الرسول إلى يوم القيامة ، تكون على يد ولي صالح ، إذا عرفنا أن هذا الرجل الذي جاءت هذه الكرامة على يده هو رجل مستقيم قائم بحق الله وحق العباد عرفنا أنها كرامة .
وينظر في الرجل فإذا جاءت هذه الكرامة من كاهن – يعني : من رجل غير مستقيم - عرفنا أنها من الشياطين ، والشياطين تعين بني آدم لأغراضها أحياناً " انتهى من " لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/84، سؤال رقم/8) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
أضف تعليقا

قصص من كرامات الصحابة رضي الله عنهم

220765: ذكر بعض الكرامات التي وقعت للصحابة رضي الله عنهم .

السؤال:
قرأت أن المعجزات حدثت لبعض الصحابة كالنور الذي اختُص به اثنان من الصحابة ، أظنهما عبّاد بن بشر وأسيد بن حضير، وعصا عكاشة بن محصن ، ومعجزة سعد بن أبي وقاص. فهل بالإمكان ذكر طرف من تلك المعجزات ؟
نشر بتاريخ: 2014-08-31

الجواب :
الحمد لله
أولا :
هناك فرق بين المعجزة والكرامة : 
فـ " المعجزة " : هي الأمر الخارق للعادة ، مما يجريه الله على يد نبي تصديقا له ويعجز عنه البشر ، كالناقة لصالح عليه السلام ، واليد والعصا لموسى ، ومعجزة القرآن لمحمد عليه السلام . 
والكرامة : هي الأمر الخارق للعادة ، مما يجريه الله على يد عبد صالح إكراما له ، كما في قصة مريم ، وأصحاب الكهف ، وهذه الكرامة هي معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يتبعه هذا العبد الصالح ؛ لأنه لم يحصل عليها إلا بصدق اتباعه له ، ولا يثبت أنها كرامة إلا إذا كان من جرت على يده معروفا بالاستقامة على شرع محمد - صلى الله عليه وسلم - " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/ 200) .
وانظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (124838) .
فما حدث لبعض الصحابة وغيرهم من صالحي هذه الأمة من خوارق العادات ، هو من قبيل الكرامات ، لا المعجزات ، وإن كان الاثنان ـ الكرامة والمعجزة ـ من جنس واحد غالبا .

ثانيا :
روى البخاري (3805) ، وأحمد (12980) - واللفظ له - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ ، وَعَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ كَانَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ حِنْدِسٍ ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ أَضَاءَتْ عَصَا أَحَدِهِمَا فَكَانَا يَمْشِيَانِ بِضَوْئِهَا، فَلَمَّا تَفَرَّقَا أَضَاءَتْ عَصَا هَذَا وَعَصَا هَذَا " .
ثالثا :
ذكر غير واحد من أهل العلم أن عكاشة بن محصن رضي الله عنه انقطع سيفه يوم بدر، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا ، فعاد في يده سيفا شديد المتن.
قال ابن كثير رحمه الله :
" كَانَ عكاشة بن محصن مِنْ سَادَاتِ الصَّحَابَةِ وَفُضَلَائِهِمْ ، هَاجَرَ وَشَهِدَ بَدْرًا وَأَبْلَى يَوْمَئِذٍ بَلَاءً حَسَنًا ، وانكسر سيفه ، فأعطاه رسول الله يومئذ عرجونا ، فعاد في يده سيفا أمضى من الحديد ، شديد الْمَتْنِ ، وَكَانَ ذَلِكَ السَّيْفُ يُسَمَّى الْعَوْنَ " .
انتهى من " البداية والنهاية " (6/ 338) .
وقال الذهبي رحمه الله :
" أَبْلَى عُكَّاشَةُ يَوْم بَدْرٍ بَلاَءً حَسَناً ، وَانْكَسَرَ سَيْفُهُ فِي يَدِهِ ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عُرْجُوْناً مِنْ نَخْلٍ ، أَوْ عُوْداً ، فَعَادَ بِإِذْنِ اللهِ فِي يَدِهِ سَيْفاً، فَقَاتَلَ بِهِ وَشَهِدَ بِهِ المَشَاهِدَ " انتهى، من "سير أعلام النبلاء" (3/ 189) .
وانظر : "الاستيعاب" (3/ 1080) ، " دلائل النبوة " لأبي نعيم الأصبهاني (ص 613) ، " دلائل النبوة " للبيهقي (3/ 99) ، " الشفا " للقاضي عياض (1/ 642) .
رابعا :
روى البخاري (755) من طريق عبد الملك بن عمير عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : " شَكَا أَهْلُ الكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَعَزَلَهُ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّارًا ، فَشَكَوْا حَتَّى ذَكَرُوا أَنَّهُ لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاَ تُحْسِنُ تُصَلِّي ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْرِمُ عَنْهَا ، أُصَلِّي صَلاَةَ العِشَاءِ ، فَأَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ وَأُخِفُّ فِي الأُخْرَيَيْنِ ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إِلَى الكُوفَةِ ، فَسَأَلَ عَنْهُ أَهْلَ الكُوفَةِ وَلَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ، وَيُثْنُونَ مَعْرُوفًا ، حَتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قَالَ : أَمَّا إِذْ نَشَدْتَنَا فَإِنَّ سَعْدًا كَانَ لاَ يَسِيرُ بِالسَّرِيَّةِ ، وَلاَ يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ ، وَلاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ ، قَالَ سَعْدٌ : أَمَا وَاللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا ، قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً ، فَأَطِلْ عُمْرَهُ ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ ، وَعَرِّضْهُ بِالفِتَنِ . وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ - يعني هذا الرجل - يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ ، قَالَ عَبْدُ المَلِكِ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ ، قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ " .
وحصول الكرامات للصحابة رضي الله عنهم أمر معروف لا ينكر ، وهي حاصلة لهم ، ثم لمن بعدهم من الصالحين ، ببركة اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهي من مشكاة النبوة ، وأثر من آثار تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم والإيمان به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فَأَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ هُمْ الْمُقْتَدُونَ بِمُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَفْعَلُونَ مَا أَمَرَ بِهِ، وَيَنْتَهُونَ عَمَّا عَنْهُ زَجَرَ، وَيَقْتَدُونَ بِهِ فِيمَا بَيَّنَ لَهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوهُ فِيهِ ، فَيُؤَيِّدُهُمْ بِمَلَائِكَتِهِ وَرُوحٍ مِنْهُ ، وَيَقْذِفُ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ أَنْوَارِهِ ، وَلَهُمْ الْكَرَامَاتُ الَّتِي يُكْرِمُ اللَّهُ بِهَا أَوْلِيَاءَهُ الْمُتَّقِينَ ، وَخِيَارُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ كَرَامَاتُهُمْ لِحُجَّةِ فِي الدِّينِ أَوْ لِحَاجَةِ بِالْمُسْلِمِينَ ، كَمَا كَانَتْ مُعْجِزَاتُ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ .
وَكَرَامَاتُ أَوْلِيَاءِ اللَّهُ إنَّمَا حَصَلَتْ بِبَرَكَةِ اتِّبَاعِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَهِيَ فِي الْحَقِيقَةِ تَدْخُلُ فِي مُعْجِزَاتِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/ 274-275) .
ومن جملة ما حصل من الكرامة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- روى البخاري (5018) عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا هُوَ يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ سُورَةَ البَقَرَةِ ، وَفَرَسُهُ مَرْبُوطَةٌ عِنْدَهُ ، إِذْ جَالَتِ الفَرَسُ فَسَكَتَ فَسَكَتَتْ ، فَقَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ ، فَسَكَتَ وَسَكَتَتِ الفَرَسُ ، ثُمَّ قَرَأَ فَجَالَتِ الفَرَسُ فَانْصَرَفَ ، وَكَانَ ابْنُهُ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، فَأَشْفَقَ أَنْ تُصِيبَهُ ، فَلَمَّا اجْتَرَّهُ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، حَتَّى مَا يَرَاهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ حَدَّثَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ) قَالَ: فَأَشْفَقْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى ، وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبًا ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَانْصَرَفْتُ إِلَيْهِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ المَصَابِيحِ ، فَخَرَجَتْ حَتَّى لاَ أَرَاهَا، قَالَ: ( وَتَدْرِي مَا ذَاكَ ؟ ) ، قَالَ: لاَ، قَالَ: ( تِلْكَ المَلاَئِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا، لاَ تَتَوَارَى مِنْهُمْ ) .
- روى مسلم (1226) عَنْ مُطَرِّفٍ ، قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : " أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ ، ثُمَّ لَمْ يَنْهَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ ، وَلَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ ، وَقَدْ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ ، حَتَّى اكْتَوَيْتُ ، فَتُرِكْتُ ، ثُمَّ تَرَكْتُ الْكَيَّ ، فَعَادَ " .
وقال أبو داود في سننه (4/ 5):
" كَانَ يَسْمَعُ تَسْلِيمَ الْمَلَائِكَةِ ، فَلَمَّا اكْتَوَى انْقَطَعَ عَنْهُ ، فَلَمَّا تَرَكَ رَجَعَ إِلَيْهِ " .
- وروى البخاري (3045) حديث خبيب بن عدي رضي الله عنه لما أسره المشركون ، وكَانَ خُبَيْبٌ قد قَتَلَ الحَارِثَ بْنَ عَامِرٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا ، فقال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضٍ : قالت بِنْتَ الحَارِثِ : " وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ فِي يَدِهِ ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرٍ " وَكَانَتْ تَقُولُ: " إِنَّهُ لَرِزْقٌ مِنَ اللَّهِ رَزَقَهُ خُبَيْبًا " .
- وروى البخاري (4093) عن هِشَام بْن عُرْوَةَ قال : أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ : " لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ ، قَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ هَذَا ؟ فَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ : هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ ، حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ ".
- وروى مسلم (1610) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، " أَنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ، ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ أَرْضِهَا، فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَقَالَ سَعِيدٌ : أَنَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : (مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا ، طُوِّقَهُ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ ) ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا ، فَقَالَ: " اللهُمَّ ، إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَعَمِّ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا " ، قَالَ: فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهَا، ثُمَّ بَيْنَا هِيَ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا، إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ " .
- وروى ابن سعد في " الطبقات " (8/224) عن عثمان بن القاسم قال : " لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف دون الروحاء ، فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة ، فجهدها العطش ، فدلي عليها من السماء دلو من ماء ، برشاء أبيض، فأخذته فشربت منه حتى رويت ، فكانت تقول : " ما أصابني بعد ذلك عطش ، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر فما عطشت بعد تلك الشربة ، وإن كنت لأصوم في اليوم الحار فما أعطش " .
وانظر : "سير أعلام النبلاء" (2/224) .
والأخبار في ذلك كثيرة ، وانظر للمزيد جواب السؤال رقم : (175604) .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب

ما حكم مصليات النساء المنفصلة عن الرجال بفاصل ؟

238922: ما حكم مصليات النساء المنفصلة عن الرجال بفاصل ؟


السؤال:
أحدهم يقول : "مصليات النساء في المساجد بينهن وبين الرجال جدران وحتى النوافذ لا توجد في الغالب ، بل إن بعض المصليات للنساء خلف سرحة المسجد منعا للفتنة حسب ما يزعمون ، مع العلم أن صلاة النساء مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانت في نفس المسجد خلف الرجال ولم يكن هناك جدران ولا حواجز ، ليس هناك دليل ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه بنى جدر في مسجده تصلي فيها النساء ، بل ما يحصل الآن تشدد ومبالغة ، على أن المكان مكان عبادة ، وبناء الجدر وعزل النساء بهذه الصفة فيه محاذير كثيره وخطر على النساء ؛ أولها بعدهن عن الرجال ، وانقطاع الميكرفون أو الكهرباء . فهل من وضع هذا الامر أغْيَرُ من رسول الله عليه السلام ؟ ليكن فاصلا خفيفا ومتوسطا وقريبا من الإمام والناس ليس فيه إشكال، الإشكال أنهم جعلوا المصليات في حجرات مستقلة تحت زعم عدم الاختلاط ما هذا الفهم السقيم للعفة والتستر ، كل هذا التعنت لأجل الستر في زعمهم ، اشق على الناس في أمر لم يفعله أو يأمر به رسول الهدى صلى الله عليه وسلم!! " كيف نرد على صاحب هذا القول السابق ؟ وتساؤل آخر : كيف تتم صلاة المرأة جماعة خلف الإمام في هذه المصليات وخاصة أنها قد تكون منفصلة تماما عن مصلى الرجال وبينهما باحة المسجد ؟ وكيف تتابعه بدون رؤيته ؟
نشر بتاريخ: 2016-01-31
الجواب :
الحمد لله
أولا : 
ما ذكره الكاتب من أنه لم يكن هناك حاجز بين جماعة النساء والرجال في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا صحيح .
لكن مع هذا أرشد الشرع إلى تحقيق المباعدة بين النساء والرجال في المسجد ومنع حدوث الاختلاط بينهم ، ومما يؤصل هذا :
عن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ ، وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ " ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : " فَأُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنِ انْصَرَفَ مِنَ القَوْمِ " رواه البخاري (837) .
وعنها أيضا : " أَنَّ النِّسَاءَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ إِذَا سَلَّمْنَ مِنَ المَكْتُوبَةِ ، قُمْنَ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ صَلَّى مِنَ الرِّجَالِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ الرِّجَالُ " رواه البخاري (866) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :
" وفي الحديث مراعاة الإمام أحوال المأمومين ؛ والاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور ، وفيه اجتناب مواضع التهم ، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات ؛ فضلا عن البيوت " انتهى من " فتح الباري " (2 / 336) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا ، وَشَرُّهَا آخِرُهَا ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا ، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا ) رواه مسلم (440) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" أما صفوف النساء فالمراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال ... وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم " .
انتهى من " شرح صحيح مسلم " (4 / 159 – 160) .
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ ) ، قَالَ نَافِعٌ : " فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ ، حَتَّى مَاتَ " رواه أبو داود (462) تحت باب " بَابٌ فِي اعْتِزَالِ النِّسَاءِ فِي الْمَسَاجِدِ عَنِ الرِّجَالِ " ، وصححه الألباني في " صحيح سنن أبي داود " (2 / 360) .
ومن المقرر أن هذه الأحكام إنما شرعت من باب سد ذرائع الفتنة ، كما أشار إليه الحافظ ابن حجر في كلامه السابق ، والذرائع تختلف قوة وضعفا من زمن إلى آخر ، ومن مجتمع إلى آخر ، ولهذا فإن طرق سدّها قد تختلف باختلاف قوة هذه الذرائع وضعفها . 
ومما يشير إلى هذا قول عائشة رضي الله عنها : " لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ ، كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ " رواه البخاري (869) ، ومسلم (445) واللفظ له .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى :
" تشير عائشةُ رضي الله عنها إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرخص في بعض ما يرخص فيه ، حيث لم يكن في زمنه فساد ، ثم يطرأ الفساد ويحدث بعده ، فلو أدرك ما حدث بعده ، لما استمر على الرخصة ، بل نهى عنه ؛ فإنه إنما يأمرُ بالصلاح ، وينهى عن الفساد .
وشبيهٌ بهذا: ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وعهد أبي بكر ، وعمر ، من خروج الإماء إلى الأسواق بغير خمار ، حتى كان عمر يضرب الأمه إذا رآها منتقبةً ، أو مستترة ، وذلك لغلبة السلامه في ذلك الزمان ، ثم زال ذلك ، وظهر الفساد وانتشر ، فلا يرخص حينئذٍ فيما كانوا يرخصون فيه " انتهى من " فتح الباري " (8 / 41) .
فسلامة قلوب الصحابة رضي الله عنهم ، وقوة إيمانهم ، وخوفهم من الله ، ثم قيام سلطان الشرع من وراء ذلك ، يحذره أهل الفساد والريب كل ذلك كان يسمح بمثل ذلك ؛ حيث لا يترتب عليه مفسدة ، أما بعدهم فالواجب منع المفسدة ، ولو كان ذلك بمنع خروج النساء إلى المساجد من الأصل ، كما قالت عائشة رضي الله عنها .
فعدم وجود حاجز في المسجد بين الرجال والنساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن سببه عدم مشروعية مثل هذا الحاجز ، وإنما سببه عدم الحاجة إليه ، فإذا وجدت الحاجة بعد ذلك كان وجوده مشروعا ، بحسب الحال .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلين ، وليس بينهن وبين الرجال حاجز. 
ولكن النبي صلى عليه وعلى آله وسلم ندب إلى شيئين : الشيء الأول: أنه قال: ( بيوتهن خير لهن ) ، مع سلامة الناس في ذلك الوقت، فالصحابة هم خير القرون ، ومع ذلك قال: ( وبيوتهن خير لهن ) ؛ وهذا يعني أن صلاة المرأة في بيتها أفضل.
ثانياً: أنه قال: ( خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) ؛ وهذا يدل على أن الأفضل أن تبتعد المرأة عن مخالطة الرجل ، هذه واحدة .
أما أنه ليس بينهما من حاجز، فهل المساجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كمساجدنا اليوم في الإضاءة والإنارة ؟ لا ، وهل نساء الصحابة كنساء اليوم؟ لا " .
انتهى من " لقاء الباب المفتوح " (218 / 22 بترقيم الشاملة) .
وبهذا يظهر أن إقامة فاصل بين النساء والرجال في المسجد ، عند وجود الحاجة الداعية إليه : ليس من البدع ؛ بل هو من باب المصالح المرسلة التي شهد صنيع الشارع ، وتصرفاته ، باعتبار أصلها .
ثانيا :
أما صلاة النساء في المسجد في غرفة منفصلة عن مكان الرجال ، وكذلك لو كانت في الطابق الثاني – مثلا – فلا بأس بذلك ، وتحصل المتابعة للإمام بسماع صوته عن طريق مكبرات الصوت .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" يشترط لصحة الاقتداء : علم المأموم بانتقالات الإمام ؛ سواء صليا في المسجد أو في غيره ، أو أحدهما فيه والآخر في غيره . وهذا مجمع عليه . 
قال أصحابنا : ويحصل له العلم بذلك : بسماع الإمام ، أو من خلفه ، أو مشاهدة فعله ، أو فعل من خلفه . 
ونقلوا الإجماع في جواز اعتماد كل واحد من هذه الأمور" انتهى من " المجموع " (4 / 309) .
ويستدل لذلك بحديث عَائِشَةَ ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ ، وَجِدَارُ الحُجْرَةِ قَصِيرٌ ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، فَقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ ... " .
وقد رواه البخاري (729) تحت باب : (باب : إذا كانَ بينَ الإِمَامِ وَبَيْنَ القَوْمِ حَائِطٌ ، أَوْ سُتْرَةٌ . وقال الحسنُ : لا بأس أن تصلِّي وبينكَ وبينهُ نهر. وقال أبو مجلزٍ: يأتمُّ بالإمامِ - وإنْ كانَ بينهما طَريقٌ أو جدارٌ - إذا سمعَ تكبيرَ الإمامِ ) . 
ففي هذه الحادثة : لم ير الصحابة شخص النبي صلى الله عليه وسلم في جميع الصلاة ، بل الرؤية كانت في حال القيام فقط ، لوجود الجدار القصير الحائل بينهم .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى : 
" مراد البخاري بهذا الباب : أنه يجوز اقتداء المأموم بالإمام ، وإن كان بينهما طريق أو نهر ، أو كان بينهما جدار يمنع المأموم من رؤية إمامه ؛ إذا سمع تكبيره " .
انتهى من "فتح الباري " (6 / 297) .
وقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
" لدينا مسجد مكون من طابقين ، الدور العلوي للرجال والدور السفلي للنساء ، وتقوم النساء بالصلاة فيه جماعة مع الرجال ، وهن في الدور السفلي ، والرجال في الدور العلوي ، ولا ترى النساء الإمام ، ولا حتى صفوف الرجال ، ولكن يسمعن التكبير من خلال ( الميكرفون ) فما حكم الصلاة في هذه الحالة ؟ 
فأجاب : ما دام الحال ما ذكر فصلاة الجميع صحيحة ، لكونهم جميعا في المسجد ، والاقتداء ممكن بسبب سماع صوت الإمام بواسطة المكبر ، وهذا هو الأصح من قولي العلماء .
وإنما الخلاف ذو الأهمية : فيما إذا كان بعض المأمومين خارج المسجد ، ولا يرى الإمام ، ولا المأمومين، والله ولي التوفيق " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (12 / 213 – 214) .
وسُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" ما حكم صلاة النساء في المساجد التي لا يرين فيها الإمام ولا المأمومين ، وإنما يسمعن الصوت فقط ؟ 
فأجاب : يجوز للمرأة ، وللرجل أيضاَ : أن يصلي مع الجماعة في المسجد ، وإن لم ير الإمام ولا المأمومين ، إذا أمكن الاقتداء ، فإذا كان الصوت يبلغ النساء في مكانهن من المسجد ، ويمكنهن أن يقتدين بالإمام : فإنه يصح أن يصلين الجماعة مع الإمام ؛ لأن المكان واحد ، والاقتداء ممكن ، سواء كان عن طريق مكبر الصوت ، أو عن طريق مباشر بصوت الإمام نفسه ، أو بصوت المبلغ عنه ، ولا يضر إذا كن لا يرين الإمام ولا المأمومين " .
انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (15/ 211) .
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
أضف تعليقا